" تجميد الاستراتيجيات وتفعيل التناقضات الداخلية "
بقلم :- مروان عبد الله محمد عبده
فلسطين – طولكرم – شويكة
Mrwan_a_2006@hotmail.com
من المستهجن جدا أن تجمد الاستراتجيات وتفعل التناقضات الداخلية ... الشعب الفلسطيني قضيته واضحة وسبل حلها مستدركة فطريا بحيث أن الخلاص الوحيد للخروج بحل عادل للقضية الفلسطينية هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بغض النظر عن الطريقة والأسلوب الذي يحقق لنا هذه النتيجة بمعنى تحرير فلسطين يحتاج منا إتباع كل السبل والوسائل المقاومة العسكرية والسياسية والدبلوماسية والأهم من ذلك هو الوحدة الفلسطينية الداخلية فصراعنا مع المحتل الإسرائيلي يحتاج منا الوحدة الحقيقية بحيث تكون العلاقات الداخلية هدفها تكاملي وليس تفاضلي حتى يتم التحرير وتحقيق الهدف الاستراتيجي .
أن ما يحدث حاليا من صراعات حزبية وفئوية في المجتمع الفلسطيني بالتأكيد تبعدنا عن جوهر الصراع الحقيقي مع المحتل الإسرائيلي وتجعلنا نعيش في حالة من الإحباط والفوضى والتفتت وكل ذلك يخدم بدون أدنى شك الاحتلال ومعسكر الأعداء ... فلنتدارس معا النتائج السلبية لواقع الحال للشعب الفلسطيني وماهية التداعيات الخطيرة التي أوصلتنا لها صراعاتنا الحزبية وانعكاساتها الايجابية لصالح المحتل الإسرائيلي ... في البداية لا بد من التوضيح أن الاحتلال الإسرائيلي عجز على مدار التاريخ من القضاء على روح المقاومة الفلسطينية رغم كل الأساليب القمعية التي اتبعت من قتل وتدمير واعتقال وتمكنت منظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني من استثمار نضالات الشعب الفلسطيني بكافة فصائله الوطنية والإسلامية والشعبية وانتزعت بكل جداره من المجتمع الدولي اعتراف واضح وصريح بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على الأراضي الفلسطينية المحتلة وكان هناك تناغم واضح في العمل العسكري والسياسي على قاعدة العمل العسكري يزرع والعمل السياسي يحصد وتمكنت منظمة التحرير الفلسطينية رغم الانحياز الدولي الواضح لصالح المحتل من تغير قوانين اللعبة الدولية وأصبح هناك اعتراف دولي واسع بالدولة الفلسطينية بإطارها المعنوي الذي أعلن عنه في 15/11/1988 في المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر ومن هنا بدأ التفكير الإسرائيلي بالعمل على إيجاد وسائل مناسبة للتصدي لحالة المد الذي وصلت له منظمة التحرير من خلال الدبلوماسية ووضعت مخطط خبيث وطويل الأمد يهدف إلى أضعاف منظمة التحرير الفلسطينية وبالتالي أضعاف الوحدة الفلسطينية وبالنتيجة إضعاف الشعب الفلسطيني وإضعاف التعاطف الدولي معه وبالتوافق مع أمريكا الحليف الاستراتيجي لإسرائيل عمدت دول العالم إلى طرح فكرة مؤتمر أسلو للسلام وكان الخيار الصعب للمنظمة التحرير حيث عبر عن ذلك الرئيس الراحل ياسر عرفات عن صعوبة الخيار بالعبارة التالية بعد تدارسنا لهذه الفكرة وجدنا أن النتائج ستكون سلبية في كلا الحالتين فالمشاركة في مؤتمر أسلو له سلبياته وله محاذيره وعدم المشاركة له سلبياته وله محاذيره ولكن وجدنا أن المشاركة والتعاطي الدبلوماسي مع الفكرة نتائجه السلبية أقل من عدم المشاركة كون عدم المشاركة يعني الوصاية العربية على الشعب الفلسطيني وتمرير أي مخطط بدون الرجوع إلى الشعب الفلسطيني وبشرعية دولية والظروف العربية السيئة ستجعل النتائج وخيمة جدا على الشعب الفلسطيني ومن هنا قررت منظمة التحرير المشاركة في مؤتمر أسلو بهدف التقليل من النتائج السلبية على القضية الفلسطينية ولكي تثبت للعالم أننا شعب نريد الحرية وإننا شعب ليس إرهابيا كما تحاول إسرائيل صبغه ومن هنا بدأ الإعداد لخوض المعركة السياسية مع الاحتلال وتم حصد بعض الانجازات على صعيد عودة ألاجئين وتحرير الأسرى وإقامة كيان فلسطيني رسمي حيث تم إعادة عدد لا بأس به من قوات الأمن الفلسطينية وعودة الآلاف من الفلسطينيين الذين لا يحملون البطاقات الفلسطينية وتم تحرير الآلاف من الأسرى من السجون الإسرائيلية وتم تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية وحصل هناك إلى حد ما انتعاش اقتصادي ولكن هذا الحال أزعج إسرائيل كونها رأت أن هذه السلطة التي أرادت لها أن تكون حكما ذاتية دائما لم ترضخ للطموح الإسرائيلي وأن طموحها أكبر وأوسع من ذلك وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى ومن هنا بدأت تستخدم سياسة خبيثة مضمونها أضعاف السلطة والاساءه إلى تاريخ قياداتها وإعدام الاحترام الجماهيري لها من خلال إفقادها هيبتها بين أفراد الشعب ومن هنا بدأت الانتهاكات حيث هدمت مقرات السلطة وحوصر الرئيس أبو عمار وأعتقل وقتل الكثيرين من منتسبي الأجهزة الأمنية وتعمدت إسرائيل إلى إظهار منتسبي الأجهزة الأمنية بصورة الأذلاء وكان ذلك واضحا في عملية اعتقالهم وإجبارهم على التعري أمام وسائل الإعلام حتى يلمس الشارع الفلسطيني بأنهم أناس لا حول ولا قوة لهم وأنهم أناس أذلاء وبالتالي لا يحق لهم فرض الأمن والأمان في الشارع كونهم غير قادرين على حماية أنفسهم وللأسف الشديد وقع الشارع الفلسطيني في الفخ وأخذ يتعامل وفق هذا المنطق وعمت الفوضى والفلتان الأمني المجتمع الفلسطيني وكل ذلك برغبة وتغذية إسرائيلية ممنهجة واستغلت ذلك بعض التنظيمات الحزبية وأخذت تصطاد بالماء العكر وأكملت المخطط الإسرائيلي بقصد أو بدون قصد و واستكمل المسلسل وتم فرض الانتخابات التشريعية على الشعب الفلسطيني بفعل الضغط الدولي وكانت المفاجئة الغير متوقعة أن من كانوا يحرمون الانتخابات ويعتبرون أسلو خيانة وافقوا على المشاركة بها وبالعكس أصبحت الفتاوى تنهال بان الانتخابات حلال وأن المشاركة واجبة وما إلى ذلك وبدأ الإعلام الإسرائيلي والأمريكي حملة دعائية لدعم حركة حماس بطريقة خبيثة حيث استغلت حالة الضعف التي وقعت بها السلطة الوطنية من خلال الاستهداف الإسرائيلي لها وأخذت تبث سمومها في المجتمع الفلسطيني من خلال الإعلام الممنهج والمغرض وقد يتساءل البعض كيف أن إسرائيل ساعدت حماس في حملتها الانتخابية وما هدفها من ذلك والإجابة هي إسرائيل لعبت على الوتر العاطفي حيث أخذت تعلن كما أمريكيا أنها ستدعم الرئيس أبو مازن وأنها ستدعم حركة فتح وهذا الإعلان الإعلامي بالتأكيد هو ليس لصالح الرئيس ولا لصالح حركة فتح كون الشعب بشكل عفوي سيعمل عكس رغبة العدو ومن هنا كان داعما لحركة حماس وأدعى الإعلام الإسرائيلي بأنه سيمنع نواب القدس من حماس من ترشيح أنفسهم ولم يفعل ذلك وبهذا الشكل جعل الجماهير تتعاطف معهم لاعتقادهم بأنهم مستهدفون من إسرائيل كل السلوكيات الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلي قبل الانتخابات كان داعما لحماس وضد حركة فتح كونه أوصل الشارع الفلسطيني إلى قناعة وهمية بأن إسرائيل تريد حركة فتح ولا تريد حركة حماس وبالتالي بشكل فطري وعاطفي ستكون النتيجة أن الجماهير ستختار عكس رغبت إسرائيل وبهذا الشكل أوقعت إسرائيل الشعب الفلسطيني في الفخ وانتخبوا حركة حماس والجواب على التساؤل لماذا فعلت إسرائيل ذلك إسرائيل حاقدة على الشعب الفلسطيني بأجمعه بكل تشكيلاته التنظيمية والشعبية وهي لا تريد من خلال ذلك المصلحة لحركة حماس أو المصلحة للشعب الفلسطيني هي أرادت أن تخلق توازن ما بين الحركتين الكبيرتين فتح وحماس حتى تهيئ الظروف للاقتتال الداخلي وبالتالي حصل المحظور وحصلت الفتنة بتغذية إسرائيلية وحصل الاقتتال وأصبح الإعلام الفلسطيني يمتهن لغة الجلد للذات ونشر الغسيل الوسخ على الحبال ونسي العدو الاستراتيجي إسرائيل وكانت النتائج الايجابية عظيمة لإسرائيل امن وأمان لها ... صورة الشعب الفلسطيني أصبحت مخزية في المنظور العالمي ... التعاطف الدولي والعربي للشعب الفلسطيني أصبح شبه معدوم ... حالة كبيرة من الضعف والوهن أصابت المجتمع الفلسطيني ... حالة الإحباط واليأس أصبحت مستشرية بين أبناء الشعب ... القتل والدمار عم وأصبح النسيج الاجتماعي مهلهل وهش ... حتى وصل الآمر إلى تشويه صور القادة الشهداء العظام فلم تعد هناك اعتبارات أخلاقية ولا وطنية ولا دينية ولا إنسانية كل هذه النتائج تدل بشكل جلي أن ما حدث هو ضمن المخطط الإسرائيلي والأمريكي حتى يوصلوا الشعب الفلسطيني إلى مرحلة اليأس والإحباط وفقدان الثقة بالقيادات الفلسطينية وبالتالي القبول بأي حل يعرض عليهم في سبيل الخروج من حالة الصراع الداخلي ذو الأبعاد الحزبية الضيقة وفي النهاية وبعد كل هذه الاستدراكات الواقعية لا بد لنا كشعب وتنظيمات وطنية وإسلامية ومجتمع مدني من الاستيقاظ من النوم والإدراك بأنه يجب علينا أن نخرج من هذا الفخ وهذه الشباك التي وضعتها لنا إسرائيل وأن ندرك جيدا أن إسرائيل تستهدفنا جميعا وأنه يجب علينا التصالح والتوحد ضمن مؤسسة واحده تمثلنا وهي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حتى نتمكن من صد المؤامرات وتحقيق الانجازات السياسية لصالح الشعب الفلسطيني .
21/11/2007
بقلم :- مروان عبد الله محمد عبده
فلسطين – طولكرم – شويكة
Mrwan_a_2006@hotmail.com
من المستهجن جدا أن تجمد الاستراتجيات وتفعل التناقضات الداخلية ... الشعب الفلسطيني قضيته واضحة وسبل حلها مستدركة فطريا بحيث أن الخلاص الوحيد للخروج بحل عادل للقضية الفلسطينية هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بغض النظر عن الطريقة والأسلوب الذي يحقق لنا هذه النتيجة بمعنى تحرير فلسطين يحتاج منا إتباع كل السبل والوسائل المقاومة العسكرية والسياسية والدبلوماسية والأهم من ذلك هو الوحدة الفلسطينية الداخلية فصراعنا مع المحتل الإسرائيلي يحتاج منا الوحدة الحقيقية بحيث تكون العلاقات الداخلية هدفها تكاملي وليس تفاضلي حتى يتم التحرير وتحقيق الهدف الاستراتيجي .
أن ما يحدث حاليا من صراعات حزبية وفئوية في المجتمع الفلسطيني بالتأكيد تبعدنا عن جوهر الصراع الحقيقي مع المحتل الإسرائيلي وتجعلنا نعيش في حالة من الإحباط والفوضى والتفتت وكل ذلك يخدم بدون أدنى شك الاحتلال ومعسكر الأعداء ... فلنتدارس معا النتائج السلبية لواقع الحال للشعب الفلسطيني وماهية التداعيات الخطيرة التي أوصلتنا لها صراعاتنا الحزبية وانعكاساتها الايجابية لصالح المحتل الإسرائيلي ... في البداية لا بد من التوضيح أن الاحتلال الإسرائيلي عجز على مدار التاريخ من القضاء على روح المقاومة الفلسطينية رغم كل الأساليب القمعية التي اتبعت من قتل وتدمير واعتقال وتمكنت منظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني من استثمار نضالات الشعب الفلسطيني بكافة فصائله الوطنية والإسلامية والشعبية وانتزعت بكل جداره من المجتمع الدولي اعتراف واضح وصريح بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على الأراضي الفلسطينية المحتلة وكان هناك تناغم واضح في العمل العسكري والسياسي على قاعدة العمل العسكري يزرع والعمل السياسي يحصد وتمكنت منظمة التحرير الفلسطينية رغم الانحياز الدولي الواضح لصالح المحتل من تغير قوانين اللعبة الدولية وأصبح هناك اعتراف دولي واسع بالدولة الفلسطينية بإطارها المعنوي الذي أعلن عنه في 15/11/1988 في المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر ومن هنا بدأ التفكير الإسرائيلي بالعمل على إيجاد وسائل مناسبة للتصدي لحالة المد الذي وصلت له منظمة التحرير من خلال الدبلوماسية ووضعت مخطط خبيث وطويل الأمد يهدف إلى أضعاف منظمة التحرير الفلسطينية وبالتالي أضعاف الوحدة الفلسطينية وبالنتيجة إضعاف الشعب الفلسطيني وإضعاف التعاطف الدولي معه وبالتوافق مع أمريكا الحليف الاستراتيجي لإسرائيل عمدت دول العالم إلى طرح فكرة مؤتمر أسلو للسلام وكان الخيار الصعب للمنظمة التحرير حيث عبر عن ذلك الرئيس الراحل ياسر عرفات عن صعوبة الخيار بالعبارة التالية بعد تدارسنا لهذه الفكرة وجدنا أن النتائج ستكون سلبية في كلا الحالتين فالمشاركة في مؤتمر أسلو له سلبياته وله محاذيره وعدم المشاركة له سلبياته وله محاذيره ولكن وجدنا أن المشاركة والتعاطي الدبلوماسي مع الفكرة نتائجه السلبية أقل من عدم المشاركة كون عدم المشاركة يعني الوصاية العربية على الشعب الفلسطيني وتمرير أي مخطط بدون الرجوع إلى الشعب الفلسطيني وبشرعية دولية والظروف العربية السيئة ستجعل النتائج وخيمة جدا على الشعب الفلسطيني ومن هنا قررت منظمة التحرير المشاركة في مؤتمر أسلو بهدف التقليل من النتائج السلبية على القضية الفلسطينية ولكي تثبت للعالم أننا شعب نريد الحرية وإننا شعب ليس إرهابيا كما تحاول إسرائيل صبغه ومن هنا بدأ الإعداد لخوض المعركة السياسية مع الاحتلال وتم حصد بعض الانجازات على صعيد عودة ألاجئين وتحرير الأسرى وإقامة كيان فلسطيني رسمي حيث تم إعادة عدد لا بأس به من قوات الأمن الفلسطينية وعودة الآلاف من الفلسطينيين الذين لا يحملون البطاقات الفلسطينية وتم تحرير الآلاف من الأسرى من السجون الإسرائيلية وتم تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية وحصل هناك إلى حد ما انتعاش اقتصادي ولكن هذا الحال أزعج إسرائيل كونها رأت أن هذه السلطة التي أرادت لها أن تكون حكما ذاتية دائما لم ترضخ للطموح الإسرائيلي وأن طموحها أكبر وأوسع من ذلك وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى ومن هنا بدأت تستخدم سياسة خبيثة مضمونها أضعاف السلطة والاساءه إلى تاريخ قياداتها وإعدام الاحترام الجماهيري لها من خلال إفقادها هيبتها بين أفراد الشعب ومن هنا بدأت الانتهاكات حيث هدمت مقرات السلطة وحوصر الرئيس أبو عمار وأعتقل وقتل الكثيرين من منتسبي الأجهزة الأمنية وتعمدت إسرائيل إلى إظهار منتسبي الأجهزة الأمنية بصورة الأذلاء وكان ذلك واضحا في عملية اعتقالهم وإجبارهم على التعري أمام وسائل الإعلام حتى يلمس الشارع الفلسطيني بأنهم أناس لا حول ولا قوة لهم وأنهم أناس أذلاء وبالتالي لا يحق لهم فرض الأمن والأمان في الشارع كونهم غير قادرين على حماية أنفسهم وللأسف الشديد وقع الشارع الفلسطيني في الفخ وأخذ يتعامل وفق هذا المنطق وعمت الفوضى والفلتان الأمني المجتمع الفلسطيني وكل ذلك برغبة وتغذية إسرائيلية ممنهجة واستغلت ذلك بعض التنظيمات الحزبية وأخذت تصطاد بالماء العكر وأكملت المخطط الإسرائيلي بقصد أو بدون قصد و واستكمل المسلسل وتم فرض الانتخابات التشريعية على الشعب الفلسطيني بفعل الضغط الدولي وكانت المفاجئة الغير متوقعة أن من كانوا يحرمون الانتخابات ويعتبرون أسلو خيانة وافقوا على المشاركة بها وبالعكس أصبحت الفتاوى تنهال بان الانتخابات حلال وأن المشاركة واجبة وما إلى ذلك وبدأ الإعلام الإسرائيلي والأمريكي حملة دعائية لدعم حركة حماس بطريقة خبيثة حيث استغلت حالة الضعف التي وقعت بها السلطة الوطنية من خلال الاستهداف الإسرائيلي لها وأخذت تبث سمومها في المجتمع الفلسطيني من خلال الإعلام الممنهج والمغرض وقد يتساءل البعض كيف أن إسرائيل ساعدت حماس في حملتها الانتخابية وما هدفها من ذلك والإجابة هي إسرائيل لعبت على الوتر العاطفي حيث أخذت تعلن كما أمريكيا أنها ستدعم الرئيس أبو مازن وأنها ستدعم حركة فتح وهذا الإعلان الإعلامي بالتأكيد هو ليس لصالح الرئيس ولا لصالح حركة فتح كون الشعب بشكل عفوي سيعمل عكس رغبة العدو ومن هنا كان داعما لحركة حماس وأدعى الإعلام الإسرائيلي بأنه سيمنع نواب القدس من حماس من ترشيح أنفسهم ولم يفعل ذلك وبهذا الشكل جعل الجماهير تتعاطف معهم لاعتقادهم بأنهم مستهدفون من إسرائيل كل السلوكيات الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلي قبل الانتخابات كان داعما لحماس وضد حركة فتح كونه أوصل الشارع الفلسطيني إلى قناعة وهمية بأن إسرائيل تريد حركة فتح ولا تريد حركة حماس وبالتالي بشكل فطري وعاطفي ستكون النتيجة أن الجماهير ستختار عكس رغبت إسرائيل وبهذا الشكل أوقعت إسرائيل الشعب الفلسطيني في الفخ وانتخبوا حركة حماس والجواب على التساؤل لماذا فعلت إسرائيل ذلك إسرائيل حاقدة على الشعب الفلسطيني بأجمعه بكل تشكيلاته التنظيمية والشعبية وهي لا تريد من خلال ذلك المصلحة لحركة حماس أو المصلحة للشعب الفلسطيني هي أرادت أن تخلق توازن ما بين الحركتين الكبيرتين فتح وحماس حتى تهيئ الظروف للاقتتال الداخلي وبالتالي حصل المحظور وحصلت الفتنة بتغذية إسرائيلية وحصل الاقتتال وأصبح الإعلام الفلسطيني يمتهن لغة الجلد للذات ونشر الغسيل الوسخ على الحبال ونسي العدو الاستراتيجي إسرائيل وكانت النتائج الايجابية عظيمة لإسرائيل امن وأمان لها ... صورة الشعب الفلسطيني أصبحت مخزية في المنظور العالمي ... التعاطف الدولي والعربي للشعب الفلسطيني أصبح شبه معدوم ... حالة كبيرة من الضعف والوهن أصابت المجتمع الفلسطيني ... حالة الإحباط واليأس أصبحت مستشرية بين أبناء الشعب ... القتل والدمار عم وأصبح النسيج الاجتماعي مهلهل وهش ... حتى وصل الآمر إلى تشويه صور القادة الشهداء العظام فلم تعد هناك اعتبارات أخلاقية ولا وطنية ولا دينية ولا إنسانية كل هذه النتائج تدل بشكل جلي أن ما حدث هو ضمن المخطط الإسرائيلي والأمريكي حتى يوصلوا الشعب الفلسطيني إلى مرحلة اليأس والإحباط وفقدان الثقة بالقيادات الفلسطينية وبالتالي القبول بأي حل يعرض عليهم في سبيل الخروج من حالة الصراع الداخلي ذو الأبعاد الحزبية الضيقة وفي النهاية وبعد كل هذه الاستدراكات الواقعية لا بد لنا كشعب وتنظيمات وطنية وإسلامية ومجتمع مدني من الاستيقاظ من النوم والإدراك بأنه يجب علينا أن نخرج من هذا الفخ وهذه الشباك التي وضعتها لنا إسرائيل وأن ندرك جيدا أن إسرائيل تستهدفنا جميعا وأنه يجب علينا التصالح والتوحد ضمن مؤسسة واحده تمثلنا وهي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حتى نتمكن من صد المؤامرات وتحقيق الانجازات السياسية لصالح الشعب الفلسطيني .
21/11/2007